"بريد مستعجل" على مسرح المدينة


أمام «مسرح المدينة»، في وسط شارع الحمراء، وقبل أن تدق «الساعة الموعودة»، كانت مجموعة من الشباب والفتيات والأطفال القادمين من مختلف المناطق اللبنانية، يجتمعون في انتظار الدخول الى قاعة المسرح. هو «اليوم الكبير» كما تصفه ريان، الناشطة في المجموعة النسَويّة.. يوم إطلاق «بريد مستعجل». في تمام الساعة السادسة، دخل المدعوون في ظلام القاعة، ليشاهدوا إعلانا قصيراً أعدته الفتيات بأنفسهن، إخراجاً وتصويراً وتمثيلاً. ويبدو في الإعلان طرد يحوي الكتاب، ينتقل من يدٍ إلى أخرى، ويعبر عدة مناطق قبل أن يستقر أمام مدخل مسرح المدينة، في إشارة إلى وصول «البريد المستعجل» القادم من مختلف المناطق والتجارب. «إيصال كلمة المجتمع المثلي، لا سيما قبل الانتخابات» هو الهدف من اطلاق الكتاب في هذا التوقيت، كما تقول نادين معوض، الناشطة في المجموعة النسَوية. «فتمثيل المثليين والمثليات في الانتخابات هو حق طبيعي، والثورة ضرورية لتحصيل الحقوق..». والحقوق هذه هي جزء أساسي من حقوق الانسان والمرأة، بحسب دارين خوري، ممثلة جمعية «هندريش بول» الألمانية، الممولة للكتاب. تنتهي الكلمات، ويبدأ الجزء المنتظر. تعتلي فتاتان المسرح المزيّن بمجموعة طرود بريدية ورسائل نثرت أرضاً، لقراءة تسع قصص مختارة من الكتاب بالانكليزية والعربية. وسط الإضاءة الحمراء الخافتة، تقرأ الفتاتان بتفاعل باد «القصص المستعجلة»، عن فتيات عانين لتقبل مثليتهن، أو واجهن الانسلاخ عن أسرهن ومجتمعهن، أو تعرضن للعنف المفرط جسدياً وجنسياً. وبكلمات بسيطة بـ«العامية»، نرى فتاة تقع في حب أخرى، وتكافح كل التابوهات الاجتماعية والدينية من أجل حبها، ومن أجل اختيار الحياة التي تريد. ونشاهد القبلة «المثلية الأولى»، وحكايات سعيدة.. وأخرى حزينة. نعيش التمييز والإهانة والألم، كما نعيش الفرح في قصة فتاة تقبلت أسرتها بكل صدر رحب مثليتها، فاحتضنتها ودعمتها. تنتهي القراءات بتصفيق حار من الجمهور الذي سارع الى شراء الكتاب من القاعة الأخرى. وبحسب ريان، بيعت حوالى 200 نسخة في حفل الإطلاق وحده، وبات بإمكان الراغبين العثور على الكتاب في كل المكتبات.
جريدة السفير - ملحق الشباب - عدد 3-6-2009

0 comments:

Post a Comment




جمال العالم برهان على أن الله أنثى

اسمي جنوبية

Lebanon
معجوقة بمشروع التخرج